حاج أعراب محمد أمزيان أول خباز في شلالة العذاورة
في العام 1930 ،إحتفلت فرنسا الإستعمارية المجرمة، بمرور 100 عام علي احتلالها الجزائر، ظانة، إن بعد الظن اثم، بأنها قضت علي الاسلام وكانت حينها، تستعد لاقامة حنازة له، لكن هيهات، فالشعب الجزائري ظل متمسكا، بدين الحق، فأجهض مخططها الإجرامي،بتمسكه بدينه الخنيف.
الصحافة الفرنسية غداة تلك الاحتفالات، شنت هجوما شرسا، علي من تبنوا مشروعهم متهمة ايامهم بالفشل متسائلة ماذا كانوا يعملون،بعد قرن من الإحتلال ؟ ، فجاءها الرد مباشرة و علي لسان "لاكوست1" قائلا بعظمة لسانه :ماذا أفعل اذا كان القرآن أقوى من فرنسا "
في هذا التاريخ بالذات، قاد ت الاقدار ، الشاب حاج أعراب محمد امزيان الي الشلالة، قادما اليها من أعالي،عين الحمام، بجرجرة الشماء، بحثا عن لقة العيش.
كانت الشلالة، في ثلاثينيات القرن الماضي، كبقية أرجاء الوطن، تئن تحت وطأة الاستعمار، و الأمية والفاقة، لكنها ظلت متمسكة بتاريخها ودينها، و انتمائها الحضاري للوطن الأم الجزائر.
ربما لم يكن في يقين، الشاب اليافع انذاك، محمد مزيان بأنه سيقضي بقية العمر،بين احضان الشلالة و يوارى التراب في ثراها الطاهر "وما تدري نفس بأي أرض تموت، إن الله عليم خبير" صدق الله العظيم.
عرفت "الدا مزيان" في ستينيات وسبعينيات، القرن الماضي، كانت مخبزته، لا تبعد عن منزلنا بقلب البلدة القديمة، سوي ببعض عشرات من الأمتار ، كنت وأنا تلميذا في المدرسة، أذهب باكرا كل صباح لاقتني من عنده خبز الصباح، فيستقبلني بالترحاب، و يسألني بصوته الجهوري، كيف أحوال "الحاج" يقصد والدي رحمه الله، الذي كان صديقا حميما له.
لازلت لحد الآن، أشم وأشتم رائحة، خبز الدا مزيان، كنت التهمه بنهم، وأنا في طريق، العودةالي المنزل، قبل تناول فطور الصباح.
كان الدا مزيان، أول خباز في الشلالة، فتح مخبزته في العام 1942،فاشتهر باحترافية في صناعة الخبز، يشهد له بذلك الجميع ، فخبزه كان يطهيه، علي نار هادئة، من حطب، في كوشته المشهورة بالبلدة، ودون غش في مقاييس صناعة الخبز، ورغم أن سكان البلدة و سكان المداشير، كانت نسوتهن يخبزن خبز المطلوع ،إلا أنهم لا يتخلفون في اقتناء خبز الدا مزيان، لجودته، ومذاقه الرفيع.، حتي بعضهم كان يقول لي انني اتناول خبز الدا مزيان بخبز المطلوع لحلاوة مذاقه.
لم أرى، الدا مزيان، في حياتي قط، جالسا في مقهي، أو مادا ظهره للجدران البلدة'،كما يفعل الآن الكثير من الشباب 'الحيطيست' أوقاعدا علي قارعة الطريق يراقب المارة ، كان رجلا قوي البنية، وسيما، كان كادحا طول حياته
حياته كانت مختصرة، بين مخبزته و بيته ومسجده الي غاية رحيله في العام 1975، حيث وري الثرى في مقبرة البلدة القديمة..
رحل الحاج أعراب محمد امزيان ,وترك وراءه ذكريات عطرة،و ترك وراءه أحفادا، يحفظون ذاكرته وذاكرة البلدة القديمة التي أحبها واحبته بإخلاص
اترك تعليقا: